أكبر خريطة للكون: 900 ألف مجرة ونجم وثقب أسود

 

مقدمة :

هل تساءلت يومًا عن حجم الكون وما يحتويه من أشياء مذهلة؟ هل تريد أن ترى صورة شاملة للفضاء الخارجي وما يخبئه من أسرار؟ لأن فريقًا من العلماء قد أنشأ أكبر خريطة للكون على الإطلاق ، تضم 900 ألف مجرة ونجم وثقب أسود. 


أكبر خريطة للكون: 900 ألف مجرة ونجم وثقب أسود
أكبر خريطة للكون: 900 ألف مجرة ونجم وثقب أسود

هذه الخريطة العملاقة هي نتيجة لمشروع يسمى Dark Energy Survey (DES)  الذي بدأ في عام 2013 واستمر لست سنوات. الهدف من هذا المشروع هو دراسة طبيعة الطاقة المظلمة ، وهي قوة غامضة تسبب تسارع توسع الكون.

  • للقيام بذلك  استخدم العلماء تلسكوبًا ضخمًا في تشيلي يسمى Blanco 4-meter Telescope ، والذي يمكنه التقاط صور عالية الدقة لملايين المجرات البعيدة.
  • باستخدام هذه الصور ، أنشأ العلماء خريطة ثلاثية الأبعاد للكون ، تغطي ربع السماء الجنوبية. 
  • هذه الخريطة تظهر توزيع المادة العادية والمظلمة في الكون وكيف تتأثر بها الطاقة المظلمة.
  • كما تظهر الخريطة تفاصيل مذهلة عن المجرات والنجوم والثقوب السوداء ، وكيف تتشكل وتتطور وتتفاعل مع بعضها البعض.


التقنية المستخدمة لإلتقاط صور الفضاء

 لالتقاط صور الفضاء تعتمد على نوع الصورة والمعلومات التي تريد الحصول عليها. بشكل عام، تستخدم الأقمار الصناعية آلات تصوير تعمل في مجالات مختلفة من الأطياف الكهرومغناطيسية، مثل:

 الضوء المرئي، والأشعة تحت الحمراء، والأشعة السينية، والرادار.

كل نوع من هذه الآلات يمكنه توفير معلومات مختلفة عن الأرض أو الكواكب أو النجوم أو المجرات. 

الثقوب السوداء

الثقوب السوداء هي منطقة في الفضاء تتميز بجاذبية قوية جداً بحيث لا يمكن لأي شيء الهروب منها. تعتبر الثقوب السوداء نتيجة لانهيار النجوم الضخمة في نهاية حياتها. 

أول من اقترح وجود الثقوب السوداء كان العالم الإنجليزي جون ميشيل في عام 1783، عندما كتب رسالة إلى الجمعية الملكية تصف أجساماً تمتلك جاذبية قوية بحيث لا يمكن للضوء الخروج منها. وسماها النجوم المظلمه . 

لكن الأساس الرياضي للثقوب السوداء جاء من نظرية النسبية العامة لأينشتاين في عام 1915، التي تصف كيف ينحني الزمكان بسبب الكتلة والطاقة. أول حل رياضي لمعادلات النسبية العامة وجده العالم الألماني كارل شوارزشيلد في عام 1916، وأظهر أنه يمكن أن يكون هناك نقطة لا رجوع منها تسمى "أفق الحدث" حول كتلة مركزية. 

لكن لم يتم فهم معنى هذا الحل حتى عام 1958، عندما نشر العالم الروسي ديفيد فينكلشتاين تفسيراً له، وأوضح أن الثقب الأسود هو منطقة لا يمكن الهروب منها، وأن كل شيء يقترب منه يتم ابتلاعه. وسماها الثقب المجمد. 

منذ ذلك الحين تطورت الدراسات النظرية والتجريبية عن الثقوب السوداء، واكتشفت أنواع مختلفة منها، مثل:

الثقوب السوداء النجمية والثقوب السوداء العظمى والثقوب السوداء الصغرى. 

كما تم رصد بعض الأدلة الفلكية على وجود الثقوب السوداء، مثل الكوازارات والنبضارات والأشعة السينية والأمواج الثقالية. 

في عام 2019 تم التقاط أول صورة لثقب أسود في مركز مجرة M87، باستخدام شبكة من التلسكوبات تسمى مقراب أفق الحدث. هذه الصورة كانت دليلاً قوياً على صحة نظرية النسبية العامة ووجود الثقوب السوداء. 


خاتمة 

هذه الخريطة هي إنجاز علمي هائل وهي تفتح آفاقًا جديدة لفهم أصول الكون ومصيره. كما أنها توفر لنا منظرًا رائعًا للجمال والتنوع والغموض الذي يملأ الفضاء الخارجي. 

 

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سياسة الخصوصية

"فهم الذكاء الاصطناعي: التعريف، التطور، والتطبيقات المستقبلية"